تجارب جادة للتحكم في السيارة من بعد
يتضمن العديد من الأجهزة المستخدمة حالياً، برامج إلكترونية، منها الأجهزة المنزلية، والمعدات الطبية، والسيارات، ومع ما يوفره ذلك من مزايا للمستخدمين، يتضمن خطر الاختراق والقرصنة، فقد نجح باحثان في أمن المعلومات، في اختراق أنظمة التحكم الإلكترونية في سيارة، والتحكم فيها، بينما كان يقودها سائق آخر، وذلك من خلال كمبيوتر محمول عادي.
ونجح الباحثان، شارلي ميلر، وكريس فالاسيك، في اختراق طراز عام 2010 من سيارة «فورد إيسكايب» و«تويوتا بريوس»، وذلك بواسطة توصيل كمبيوتر محمول عبر الأسلاك بوحدة التحكم الإلكترونية في السيارة أو «إي سي يو»، من خلال أجهزة تشخيص أعطال السيارات أو «دي بي أو».
وتتضمن معظم السيارات الحديثة، وحدات تتحكم إلكترونية، وهي بمثابة أجهزة كمبيوتر صغيرة تختص بوظائف عدة، من بينها ضبط الحرارة، والأمان، والتسارع، وشاشات العرض، والمكابح، والتنبيه. وتمكن الباحثان من كتابة تعليمات برمجية، وإرسالها إلى شبكة الكمبيوتر الموجودة في السيارة، وهو ما تعامل معه النظام الإلكتروني بشكل عادي، واستجابت السيارة للتعليمات المرسلة من دون النظر إلى مصدر الأوامر، أو تنفيذ التعليمات التي يصدرها السائق الموجود داخلها.
وخلال التجربة، تمكن الباحثان من التحكم في السيارة خلال تحركها ووجود سائق خلف عجلة القيادة، وتمكنا من توجيهها إلى اليمين واليسار، وتشغيل المكابح، كما أظهرا على الشاشة انخفاض الوقود في خزانات السيارة إلى مستوى الصفر، وهو ما لم يحدث، وخلال توقفها أظهرا على الشاشة تحركها بسرعة كبيرة.
وأجري البحث الذي يحمل اسم «مغامرات في شبكات السيارات ووحدات التحكم» بتمويل من «وكالة مشروعات أبحاث الدفاع المتقدمة )داربا(»، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، ويعتزم الباحثان نشر تفاصيل البحث بعد عرضه خلال «مؤتمر ديفكون للقراصنة» الذي ينعقد في أغسطس المقبل في مدينة لاس فيغاس الأميركية.
وانطلقت التجربة استناداً إلى دراسة سابقة أجراها باحثون من جامعتي «واشنطن» و«سان دييغو» في عام 2010، وابتكرت أداة «كار شارك» التي يمكنها التحكم في السيارات عن بعد. وقال أحد الباحثين ويعمل في شركة «آي أو أكتيف» لخدمات أمن الكمبيوتر، كريس فالاسيك، إن «التجربة استهدفت الكشف عن المدى الذي يمكن أن تحققه محاولة اختراق السيارات».
وفي ما يتعلق بالشركات المنتجة للسيارات، فقد رأى بعضها أن ما جرى لا يعد اختراقاً لأنه يتطلب توصيل معدات خاصة، وبالتالي فإنه لا يشكل خطراً على الجمهور.
وذكر متحدث باسم شركة «تويوتا» لموقع «بي بي سي» إنهم لا يعتبرون التجربة نوعاً من أنواع القرصنة، لأنها تتطلب ربط بعض المعدات بالسيارة، ما يعني تغيراً مادياً في نظام التحكم الموجود في السيارة، ولا يمكن إتمام مثل هذه التجربة ما لم يكن الجهاز متصلاً بالسيارة، وبعد قطع الاتصال تعود المركبة لتعمل بشكل عادي.
وأضاف أنه «في حال وجود كمبيوتر محمول، أو جهاز الكشف عن الأعطال، فإن ذلك سيكون ظاهراً».
وأشار إلى استثمار الشركة الكثير، بهدف تطوير الأبحاث الأمنية، لافتاً إلى أن التركيز الأساسي، مثل حال بقية الشركات المنتجة، ينصب على حماية أنظمة السيارات من الاختراق بواسطة جهاز تحكم لاسلكي يعمل عن بعد. ووصف أنظمة الشركة بـ«القوية» و«الآمنة»، وقال إنهم طوروا نظاماً بالغ الصرامة والفاعلية لمجابهة الخدمات اللاسلكية عن بعد.
كما أشارت شركة «فورد» في بيانٍ لها إلى اهتمامها بالأمن الإلكتروني في سياراتها، واعتبر البيان أن الهجوم لم يُنفذ عن بعد، ووصفه بأنه تلاعب مادي مباشر في سيارة واحدة خلال مدة زمنية محددة، ولا يمثل خطراً على جمهور المستهلكين.
بدورهما، لفت الباحثان إلى صعوبة التجربة، واعترفا بأن الأمر استغرق محاولات عدة، وتدمير سيارات خلال تحسين تقنية الاختراق. وقال «فالاسيك» إنه لم يجرؤ على القيام بالتجربة نفسها في سيارته الخاصة. بدوره، قال «ميلر» إنه «أمر مكلف وصعب للغاية أن تجري بحثاً يُظهر أن بإمكانك قرصنة سيارة، إنها تختلف عن تحميل شيء والنظر إليه».
وسعى الباحثان من وراء التجربة إلى رفع الوعي بشأن إعدادات الأمان وسط تزايد الاعتماد على النظم الإلكترونية للتحكم في السيارات.