تقرير : «ألياف الكربون» تدخل عالم صناعة السيارات بقوة

تقرير : «ألياف الكربون» تدخل عالم صناعة السيارات بقوة

دخلت «ألياف الكربون» عالم صناعة السيارات بقوة حالياً، لما تحققه هذه المادة، التي تتمتع بخفّة الوزن والصلابة في آنٍ معاً، من تقليل في معدلات استهلاك الوقود وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الصادرة عن العوادم والضارّة بالبيئة.

وعلى الرغم من ذلك، تواجه «ألياف الكربون» تحديات ومعوقات تحول دون انتشارها على نطاق واسع، ومن أهمها ارتفاع تكاليف التصنيع.

ويشير الخبراء إلى أن تصنيع طرز قياسية بشكل كامل من هذه المواد الخفيفة يعد أمراً صعباً حالياً، إلا أنه في المقابل، يتم الاعتماد على «ألياف الكربون» في تصنيع السيارات الـ«سوبر» الرياضية الفارهة، التي لا تلعب الأسعار فيها عادة دوراً مهماً في البيع.

وأكد مدير معهد السيارات في مدينة «أخن» الألمانية، البروفيسور لوتس إيكشتاين، هذا المعنى قائلاً إنه تم الاعتماد بالفعل على «ألياف الكربون» في تصنيع سيارات «فورمولا 1» منذ وقت طويل، خصوصاً في إنتاج مقصورة القيادة، إلا أن دخولها قطاع سيارات الإنتاج التجاري لايزال شديد البطء على ما يبدو.

ويرجع إيكشتاين الاتجاه والرغبة الزائدة نحو تصنيع السيارات من الكربون، إلى خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، إذ إنه كلما قل وزن السيارة انخفض استهلاكها من الوقود، وبذلك تقل الانبعاثات الضارة عن عملية الاستهلاك، خصوصاً غاز ثان أكسيد الكربون.

وتعتبر «بي إم دبليو» الألمانية من الشركات الرائدة في الاعتماد على «ألياف الكربون» في إنتاج سيارتها «آي 3»، إذ أثبتت الشركة إمكانية إنتاج سيارة بالكامل من الـ«كربون» من دون زيادة كبيرة في سعر السيارة.

وقال المتحدث باسم الشركة، سيبسيلوس فون فراكينبيرغ، إن «هناك توجهاً نحو إنتاج سيارات من مواد وعناصر خفيفة الوزن، في مقدمتها (ألياف الكربون)، إضافة إلى تزايد متطلبات السلامة في السيارة باستمرار، وبالتالي فإنه يمكن لـ(ألياف الكربون) تلبية هذه المتطلبات والمعايير الفائقة دون أن تتسبب في زيادة الوزن». وتمتاز «ألياف الكربون» بتوفير ما يقدر بنحو 20% من الوزن مقارنة بمادة الألمنيوم الخفيفة، التي تعتمد عليها شركة «أودي» الألمانية مثلاً في إنتاج طرزها، كما أنها تساوي نصف وزن مادة الفولاذ، وتعد أيقونة سيارة «فولكس فاغن» (إكس إل 1) خير مثال على ذلك، إذ لا يتعدى وزنها 795 كيلوغراماً، ويبلغ استهلاكها من الوقود نحو لتر/100 كيلومتر، بفضل اعتمادها على «ألياف الكربون».